السبت، 17 يناير 2015

المرجع الصرخي، في لقاء صحفي: لو كنّا نمتلكُ الميليشيات وسلَكْنا منهجَ التكفيرِ القاتلِ...لما وقع علينا ما وقع.

المرجع الصرخي، في لقاء صحفي: لو كنّا نمتلكُ الميليشيات وسلَكْنا منهجَ التكفيرِ القاتلِ...لما وقع علينا ما وقع.

القيادة الرسالية تنطلق في حركتها الإصلاحية التغييرية من دائرة القيم والمُثل والمبادئ العليا التي تؤمن وتتمسك بها، ومن خلالها تُحدِّد المنهج الذي تسلكه في نضالها وكفاحها، ولَمّا كانت الأهداف والغايات التي ترنو إلى تحقيقها في غاية القداسة والنقاوة والسمو، فلابد من أن تكون الوسيلة والأسلوب كذلك، فلا غايةٌ مقدسة عن طريق وسيلة منحرفة فاسدة، لأن الانحراف والفساد لا ينتج إلا فسادا وانحرافا، ومن هنا نجد أن خط القيادة الرسالية، هو خط الثبات على المبادئ، خط التضحيات، خط الإباء والرفض، خط لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا اقر لكم إقرار العبيد، خطٌ ينظر إلى النوع لا إلى الكم، خط يهتم في الجوهر قبل المظهر، خط يريد أن يصنع مجتمعا واعيا وليس جاهلا، قائدا وليس مقودا، حرا وليس عبدا، متحضرا وليس متخلفا، مسالما وليس متوحشا،خطٌ يريد أن يحافظ على استمرارية وديمومة القيم والمبادئ العليا، خطٌ يمتلك نظرة شمولية بعيدة المدى، وليس نظرة ضيقة آنية، خطٌ تضحوي وليس خط نفعي انتهازي، خط يؤثر ولا يستأثر، خطر حركي وليس جامد، خط لا يساوم ولا يهادن ولا ينثني ولا يميل، خط عَصي على قوى الشر والضلال والظلام والجهل والفساد، خط العلم والسلم والتوحد والوئام، خط يستحيل ركوبه، أو تسييسه، أو الامتطاء عليه، خط يرفض أنصاف الحلول، ويرفض المساومة على حساب الشرع والوطن والأخلاق والسلام والإنسانية.
هذا الخط والمنهج هو الذي سار وتمسك به المرجع العراقي الصرخي الحسني، وقد جسده إلى سلوك ومواقف ثابتة راسخة شامخة، وهذا جلي واضح من خلال مسيرته وجهاده ونضاله، فهو من الوضوح والجلاء صار كالمُعَرَّف الذي لا يُعَرَّف، وكالشمس في رائعة النهار، لا ينكرها إلا مَن بعينه رمدُ، لأنها لا تستطيع أن تنظر إلى ضوء الشمس الساطع، لقد كان بإمكان المرجع الصرخي أن يحصل على الكثير من المنافع والمصالح والمكاسب الشخصية المادية والمعنوية، وبإمكانه أن يدفع عن نفسه وأهله وأصحابه ما وقع عليهم من ظلم وقمع وقتل وسجن وعذاب وتشريد وتطريد، وغيرها من ممارسات وحشية لم يسبق لها نظير، تعرض لها هو وأهله وأصحابه، كان بإمكانه أن يساوم ويُهادن، لكنه أبى ورفض إلا أن يكون حسيني المبدأ والمنهج والتضحية، رفض طريق الفرقة والتكفير والطائفية والميليشيات والقتل والتمييز والإقصاء والفساد، واختار طريق الإسلام المحمدي الأصيل ، طريق الولاء والعشق والذوبان في الوطن، في العراق الجريح وشعبه المظلوم، طريق السلم والسلام والتعايش السلمي، وحقن الدماء والدفاع عن الحقوق المغتصبة والحريات المذبوحة.
في لقاء صحفي حصري لوكالة أخبار العرب مع المرجع الديني العراقي الصرخي الحسني، أجرته معه في يوم الثلاثاء 13 / 1 / 2015، قال سماحته:
((لو كنّا نمتلكُ المليشيات وسلَكْنا منهجَ التكفيرِ القاتلِ أو كنّا نُفكِّرُ ونعملُ ونتَّخِذُ المواقفَ على أساسِ المنافعِ الشخصيّة او الفِئوية اَو المناطِقيّة أو الطائفيّة ؛ لَما وَقَعَ عَلَيْنا ما وَقَع وَلَحَصَلْنا على الكثيرِ من المنافِعِ المادّيّة والمعنويّة ، لكنّنا اختَرْنا طريقَ الانصهارِ والذوبانِ في العراقِ وحبِّ العراقِ وشعبِه المظلوم فوقع علينا ما وقع من ظلم فاحش ، وليس عندنا وسيلة بعد الشكوى الى الله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه الا سلوك الطرق القانونية الاجتماعية الشرعية الاخلاقية ، وسنبقى على ما نحن عليه بعون اللهِ وتسديدهِ وفضلِهِ ونِعَمِهِ وهو اَحكمُ الحاكمين)).

للإطلاع على تفاصيل اللقاء من خلال الرابط التالي:
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=409162

بقلم
احمد الدراجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق