الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

السيد الصرخي الحسني ... قنديلٌ مُضيئ ومِشعل يُقتدى به

بقلم هيام الكناني
***************
 الكثير من الناس عندما يتبوءوا  منصباً  ينسون  حقيقة أنفسهم , بل يشعرون بأنهم الأفضل والاصلاء وان باقي الناس هم الأرذل , وان استحقاقهم لهذا المنصب أو غيره هو بفضل سمو مكانتهم أو انتسابهم  أو أصالتهم وغيرها من المسميات متناسين قوله تعالى  { .. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات 13 , وان وصولهم لهذه المرتبة هي بفضل الله و طاعة الرعية لهم .
 فنجد كثيرا ما يحصل الخلل بين الجهات المسؤولة   " بغض النظر عن أي جهة كانت وعن أي مكان يتولاه الراعي أو صاحب المنصب  " قد أحدثت فجوة عميقة وشرخ بين القائد وجمهور الناس تمثلت في عدم مبالاة القيادة بمطالب الناس وحوائجهم , وهذا بعيد كل البعد عن معالم الإسلام وما تبناه من حق الراعي تجاه رعيته وحقوق الرعية عليه , فالحاكم يمثل الجموع بلا استئثار أو فردانية أو استغلال بل يعمل لصالح الرعية وحفظ مصالحها وتحقيق العدالة .
فالحاكم عليه أن يكون متعايشاً مع رعيته يستأثر بنفسه من اجل حمايتهم وحفظهم ويبث التوجيهات من اجل رفع معنوياتهم فالحياة مليئة بالمتاعب لذلك عليه أن يكون منهم وفيهم يشعر بما يشعرون يتحسس آلامهم  ,يتفقد أحوالهم  يتشارك معهم أفراحهم وأحزانهم , وهذه هي الحالة السوية التي ينبغي أن تكون الإطار الذي يحكم العلاقة بين الراعي والرعية، فالمفترض في العلاقة السوية أن تكون علاقة المحبة المتبادلة، وحرص كل فريق على الآخر، كل منهم يحاول بما في يديه وتحت تصرفه أن يوصل للآخر ما ينفعه ويحتاج إليه، يوضح ذلك قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (إن الدين النصيحة )وهذه ما حرصت عليه الشريعة السمحاء بأن تكون العلاقة بين (الراعي والرعية) قائمة على المحبة والتواد والتناصح  .

عليه يمكننا القول بان الخلق لو تدبر جميعهم " الراعي والرعية " تلك المعاني التي رسمها الإسلام وخط خطاها الأنبياء والأولياء الصالحين وأهل بيت النبوة عليهم السلام  لما آل بنا الحال على ما نحن عليه ,ولكن كما يقال لو خليت قلبت فلابد من وجود النادر والمتأسي بسيرة الأولياء الصالحين , واليوم تتجسد صور الراعي والقائد والحاكم بصورها التي رسمها الإسلام والدين الحنيف وفق مقتضيات القيم الإنسانية في سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , يحث الخطى من اجل ارتسام صورة الإسلام والحفاظ على بيضة الإسلام فيخرج سماحته " دام ظله " ليتفقد أحوال رعيته ويوجه ويسمع منهم حتى يعطي الحلول المناسبة لكل حادثة , ويغير ما تآلفت عليه الناس من الانزواء من قبل الراعي الذي يتقلد أمور الناس, فترتسم صورة الرعية له بالطاعة والموالاة له والعشق لما يجدونه من العطف والرحمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق