الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

السيد الصرخي .. والمثل الاعلى

                                                    سيد الصرخي .. والمثل الاعلى   



ان النفس البشرية دائما تحتاج الى اسباب وعبر كي تكون في مسار التكامل الروحي والرقي الاخلاقي ولابد للمجتمع بصورة كلية ان يكون مشدودا الى مثل اعلى يكون هو القدوة والاسوة الحسنة حتى يتخلص من كل الهيمنة الظلامية والغطرسة الاستكبارية وقد حث الشارع المقدس على هذا الجانب وأولاه اهتماما بالغا ً ، فالمثل الاعلى مصدر العنفوان ومنبع القوة ومنهل الارادة الجدية وقد حثنا الله تعالى في محكم كتابه العزيز ان يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الاسوة الحسنة (ولكم في رسول الله اسوة حسنة) وبتقدم البشرية واتساع افكارها وتطلعاتها وكثرة همومها وابتعادها عن الرسول واهل بيتهم عليهم السلام بصورة جسمانية مرئية كان لابد من مثل ورمز يحتذى به في عصر الغيبة وكان لابد ان يتصف هذا المثل الاعلى بالتكامل والرقي وبه جميع صفات القيادة ويتحمل ثقل المسؤولية قد نذر نفسه من اجل امته ووطنه ويدور مدار في فلك العصمة من الاخطاء كلامه وفعله هو المؤمن شرعا وهذا بطبيعة الحال لا يمكن ان يكون غير المجتهد الجامع للشرائط ، المجتهد الاعلم الذي بذل ويبذل كل ما بوسعه من اجل دينه ومجتمعه ورسالة السماء وبالتالي يكون مؤثرا بمن يسير في ركبه ، ونحن نشهد اما الله تعالى اننا لم نجد الى الان ارقى وانبل واعلى مثل من السيد الصرخي الحسني ، وهذا ليس مجرد كلام عاطفي خال من المصداقية والحقيقة انما هو ذو اثر ملموس وفكر محسوس ولا نبتعد كثير ولكن لنقرأ بإمعان كلام السيد الصرخي بهذا الصدد والذي سيكون وافيا وكافيا لجعل كل فرد ينتهج المثل الاعلى في حياته من اجل تربية النفس والسير في طريق التكامل والرقي .
يقول السيد الصرخي في مقدمة كتاب الاجتهاد والتقليد (ويفترض في هذا المثل الأعلى أن يكون بدرجات عالية من الكمال والصفاء الروحي من أجل أن يكون مؤثراً وجذاباً في الإنسان المقتدي به ، وبمكن القول إن الأفضل والأنسب جعل المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في هذا المستوى . ومن هذا كله أتت فكرة المثل الأعلى القدوة المتمثل بالنبي الأكرم والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) ، حيث ألبسهم الله ثوب العصمة واتصفوا بالكمالات الروحية والأخلاق الفاضلة ، وتحملوا ثقل المسؤولية وأهميتها والتزموا بها فأصبح كل منهم مثلاً وقدوة وقائدًا أعلى للمسلمين وللبشرية جمعاء في كل زمان ومكان إلى يوم الدين .
ومن هنا أيضا انتزعت فكرة ولاية الفقيه للحفاظ على المجتمعات والصفات الإنسانية والوصول بالناس إلى الكمالات والسعادة الدنيوية والآخروية لأن الإنسان غالباً يجعل المجتهد الفقيه خاصة مًرجع التقليد قدوة وًقائدًا يقتدي به ويمتثل أوامره وهذا ناتج من أمر الشارع المقدس وحثه على إتباع المجتهد
والولي الفقيه والإقتداء به وجعله إماماً وقائدًا للمجتمع واشترط فيه أن يكون متصفاً بالكمالات الروحية والمعنوية والأخلاقية من مخالفة الهوى وإطاعة أمر المولى وغيرها ، وهذا معناه أن مبدأي الاجتهاد والتقليد ومبدأ الولاية العامة)
اجل ، لقد جعل المثل الاعلى بابا لولاية الفقيه للحفاظ على المجتمع والامة من الانزلاق في مهوى الفتن والمآسي وكم تمنيت ان يكون العراقيون متمسكين بمرجعهم وابن بلدهم السيد الصرخي الحسني الذي طالما وجههم وحذرهم ونصحهم .
30 – 10 - 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق